مصطفى الديب (أبوظبي)
لم يكن 2018 عاماً عادياً بالنسبة للتراث البحري بشكل عام ونادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت بشكل خاص، حيث شهد تنظيم النادي مجموعة من السباقات الشراعية الكبرى، على رأسها سباق دلما التاريخي الذي أقيم نهاية أكتوبر الماضي.
وحققت النسخة الثانية من مهرجان دلما البحري نجاحاً منقطع النظير، على صعيد كافة الجوانب، سواء فيما يخص حجم المشاركة بوصول عدد البحارة إلى 3 آلاف بحار، أو الجوائز المالية التي وصلت إلى 25 مليون درهم، وكذلك على الجانب الإعلامي، حيث حظي بتغطية إعلامية كبرى من مختلف وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة، وكذلك منصات التواصل الاجتماعي.
وجاءت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، لتضاعف من تلك النجاحات الكبرى التي تحققت على أرض الواقع، فضلاً عن حضور سموه السباق، الأمر الذي أعطى للبحارة مزيداً من قوة الدفع، وكذلك أعطى للجنة المنظمة العليا برئاسة أحمد ثاني الرميثي حافزاً لتنظيم مزيد من السباقات البحرية الكبرى.
ولم يكن مهرجان دلما التاريخي الوحيد الذي حقق نجاحات كبرى، حيث نظم النادي 20 سباقاً من مختلف الفئات كانت خير شاهد على أن هناك طفرة كبرى في السباقات البحرية التراثية.
ونظم أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت خمسة سباقات لفئة 60 قدماً تعد الأهم والأكبر في الشراع البحري، إضافة إلى ثلاثة سباقات فئة 43 قدماً، وأربعة سباقات لفئة 22 قدماً، وأربعة للبوانيش، واثنين للشراع الحديث، وواحد للتجديف الأولمبي وآخر للكايت سيرف، ورصد النادي جوائز مالية قيمة لكل سباق كانت سبباً في توسيع قاعدة الممارسين، سواء من الشباب أو الكبار.
ولم يكن تنظيم سباقات التراث البحري هو الهدف الوحيد للنادي، حيث حرص على مشاركة المجتمع الإماراتي كافة فعالياته وأحداثه، على رأسها عام زايد الخير الذي ترجمه النادي بخير كبير على البحارة من خلال رفع قيم الجوائز المالية لمختلف السباقات، وأيضاً المشاركة في اليوم الوطني ويوم العلم ويوم الشهيد، وكلها أحداث خلدتها سباقات راسخة في أذهان البحارة من مختلف الأعمار.
ووصلت جوائز عدد من السباقات، خاصة فئة 60 قدماً، إلى أكثر من أربعة ملايين درهم ما بين مادية وعينية، من خلال تقديم ثلاث سيارات لأصحاب المراكز الثلاثة الأولى، الشيء الذي جعل النادي واحداً من أهم مقاصد عشاق التراث في الدولة لما بناه من قاعدة راسخة للتراث البحري الأصيل، وإذا كان عام زايد قد مر بما فيه من أحداث رائعة للتراث البحري، فإن النادي يعكف حالياً على عقد مجموعة من الاجتماعات لبحث مسيرة السباقات في 2019 عام التسامح، حيث أكدت إدارة النادي رغبتها في مزيد من النجاحات التي تم استلهامها من نجاحات عام زايد الخير.
وتحدث أحمد ثاني مرشد الرميثي، رئيس مجلس إدارة نادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت، حيث وجه الشكر إلى القيادة الرشيدة على دعمها الدائم والمستمر لكافة الأحداث التي ينظمها النادي وقال: لقد كان عام زايد الخير رائعاً بكل المقاييس وشهد نجاحات لا تعد ولا تحصى بالنسبة لعشاق التراث البحري، ونحن في نادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت كنا حريصين على المشاركة في هذا العام التاريخي بمجموعة من الأحداث، وبالفعل نجحنا في ذلك بفضل الرعاية الكريمة والدعم اللامحدود من أصحاب السمو الشيوخ.
وتابع: لقد كان مهرجان دلما التاريخي درة الأحداث التي نظمها النادي، وحقق نجاحات كبيرة في الداخل والخارج، وكانت له أصداء كبيرة بين أهل البحر وعشاق التراث، وكذلك السباقات البحرية الأخرى لمختلف الفئات، ومن هذا المنطلق، فلن نرضى بأقل من هذا النجاح في العام الجديد.
وشدد على أن القيادة الرشيدة عودت أبناءها على التفاني في العمل، والسعي نحو النجاح الدائم، وعدم الاكتفاء بحدث واحد أو مهرجان بعينه والاستمرار في خدمة الوطن والمواطن.
وشدد على أن عام التسامح سوف يشهد أحداثاً بحرية كبيرة، وسوف يجتهد كل شخص داخل إدارة نادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت لإخراجها بالصورة التي تليق بها وباسم النادي، وباهتمام القيادة الرشيدة بالتراث البحري الأصيل الذي يؤكد دوماً أن أبناء الإمارات قادرون على حمل رسالة الماضي والعبور بها إلى آفاق مستقبل مشرق.
شكر للرعاة
وجّه أحمد ثاني الرميثي شكراً خاصاً للرعاة الذين قدموا موسماً رائعاً لا يقل روعة عن ما قدمه البحارة، وقال: لقد كان للرعاة دور هام في النجاحات التي تحققت على أرض الواقع، وأكد أنهم قدوة للمؤسسات الأخرى لاسيما وأنهم شاركوا في النجاحات بمختلف الأحداث.